بعيدا عن التجاذبات السياسية وبعيدا عن المصالح الضيقة وذهابا مباشرا الى المصلحة الوطنية العليا حيث لا انتماءات ولا ولاءات الا للوطن لا اجد مبررا واحد يمنع المسئول الليبي من المجاهرة بالدفاع عن المواطن الليبي هانيبال معمر القذافي. ان عدم تحرك الدولة الليبية بمختلف قنواتها لأجل اطلاق سراح مواطن ليبي مهما اختلفنا معه وعليه لاشك انه تصرف مدان وغير مقبول ولايخدم ليبيا كوطن وشعب واحد...ان استغلال أي قضية قد تبلسم الجراح وتعيد الشتات يجب ان يكون هدفا دائما لكل وطني تهمه ليبيا اولا ...ان السكوت الرسمي او حتى التحرك الخفي لاجل اطلاق سراح هانيبال القذافي لايمكن ان يحظى بالاحترام كون الخلط الحاصل في قضيته مع قضايا اخرى يجعل الوطن اسير افهام يفرضها لون وطيف معين على باقي الليبيين كما ان عدم التصريح الواضح بالمناداة لاطلاق سراحه يجعله صفقة لاتهم الا من يقوم بها ولاغراضه الخاصة بينما هو موضوع عام وقضية وطنية عليا بامتياز.
تحرك ليبيا القوي في اتجاه فك اسر المواطن الليبي هانيبال القذافي والتدخل الرسمي لدى الدولة اللبنانية يبعث برسائل طمأنة لشريحة كبيرة داخل الوطن مختلف معها على ان هناك فصلا حقيقيا بين الحقوق والواجبات وان الانسان لايجب ان يدفع ثمن احقاد وضغائن فقط لاننا نختلف معه او ان هناك من يرفع ضده قضايا لم يثبت بعد صدقها من كذبها ولم يباشرها التحقيق المستقل ولم يقل القضاء كلمته فيها.
ان التصرف المتخاذل للدولة الليبية بخصوص هذه القضية التي يفترض ان تكون جامعة لكل الليبيين تعطي الفرصة لكل مناوي ومعاد لليبيا كدولة وكشعب ان يصطاد في الماء العكر وان يلعب على التناقضات الداخلية التي من المفترض ان تكون شأنا خاصا يحتكم فيه الليبيون الى بعضهم البعض دون تحريض او تأليب من قبل طرف خارجي.
لا استوعب تصرفات اقوام تدعي النزاهة والوطنية والحيادية ثم تتجاهل موضوع بالغ الحساسية وعامل مهم من عوامل تبريد الاجواء وتقليل الشحناء. يجب مخاطبة الخارج في القضايا التي تتعلق بالليبيين من نفس واحدة ومنطق واحد بعيدا عن انتمائتهم او توجهاتهم ومهما تعددت الحكومات والوزارات.
المواطن الليبي هانيبال القذافي يجب ان يحظى برعاية دولته واهتمامها وتجنيد المحامين للدفاع عنه بل ودفع ضمانات خروجه ان تطلب الامر ذلك والا يترك وحيدا في مواجهة صراعات سياسية طائفية لبنانية وفريسة احقاد وحسابات لقضية لم يكن له دخل فيها ولايعرفها ولايمكن ان يعرفها.
على ليبيا ممثلة في حكوماتها المتعددة التوقيع على صيغة واحدة تطلب من الدولة اللبنانية الافراج فورا عن المواطن الليبي هانيبال معمر القذافي بل واعادة الاعتبار اليه وتعويضه عما ناله من انتهاك وحجز لحريته كونه تعرض للاذى والتعدي المادي والمعنوي فقط لانه ليبي وابن لزعيم راحل لم يذخر جهدا في نصرة قضايا الامة.
فبراير ممثلة في قياداتها عليها واجب المبادرة نحو تبني قضية هذا المواطن التي بأمكانها ان تكون قنطرة موصلة بين اطراف النزاع وعامل من عوامل التهدئة وبامكانها ان تبعث بعض الدفء لاوصال وطن مزقته الاهواء وعبتث به المؤامرات والدسائس.