التاريخ بعمقه والجغرافيا بسعته والمستقبل بأفقه جمع العرب بالأمازيغ في نسيج متلاحم ومتداخل، باشعاع إشراقاته وعتمة اخقاقاته. اليوم، في هذه المرحلة العصيبة والمتقلبة والحرجة والمثقلة بالفتن والصراعات والتطرف، الحاجة ملحة وعاجلة للتصالح والوئام والتعاضد، والعقلانية والموضوعية، وقايةً وتجنباً لأي تطورات سلبية تزيد من تردي وتدهور الاوضاع، ولقطع اية احتمالات غير مرغوبة، ضارة ومهلكة، وما اكثر مروجي الفوضى. ومن ذلك، ان يتم ضم واعتبار اللغة الامازيغية كأحد اللغات الرسمية في الاتحاد المغاربي وجامعة الدول العربية. وهي لغة معترف بها في ثلاث دول مغاربية.
المتحدثون باللغة الامازيغية يشكلون ما بين ثلث ونصف سكان المغرب الكبير، وحوالي 10-15% من سكان جامعة الدول العربية. وهذا يتضمن التفكير الجدي في تغيير مسمى "اتحاد المغرب العربي" إلى "الاتحاد المغاربي او اتحاد المغرب الكبير".
هذا إن اردنا عبور اكثر سلاسة وسلمية للمستقبل، واذا كنا قد تعلمنا واستوعبنا دروس التاريخ وتجاربنا السابقة، وما فيها من اقصاء شوفيني وحساسية مبالغ فيها اتجاه قشور الألفاظ. وبالموازة، فضم واعتبار اللغة الكردية للغات جامعة الدول الغربية يأتي ويمتع بنفس الأهمية والاعتبارات. فالامازيغ والأكراد مع العرب يعتبران كتلة تاريخية وجغرافية مشتركة، وهم الأقرب لبعضهم في المنظومة الحضارية والثقافية. فمن يبادر اولاً؟