بتروا أعضائهم التي بين فخديهم وحلقوا شواربهم وأطلقوا نسائهم. حدث ذلك في "سبها" في زمن غابر. يومها امتلأت براميل القمامة بالشوارب وبالأعضاء الذكورية، وجاءت عربات النظافة وحملت فحولة تلك المدينة ورمتها في مكب خاص ثم اشعلت النار في المكب. لا معنى للشوارب ولا قيمة للفحولة بعد أن صار السلب والنهب والاختطاف والقتل يتم أمام أعين رجال المدينة وعلى بُعد خطوات منهم. يومها تمردت النساء ورفضن النوم على أسرتهن، ثم طالبن الرجال بفعل ذلك ففعلوا وهم صاغرين. تباً للرجال. ولتحيا النساء.
عشتُ انا تلك الحقبة الزمنية، وكنتُ واحداً ممن فعلوا ذلك، وصرنا ندخل بدل النساء ونعد الغذاء والعشاء ونستيقظ مبكراً ونعد الفطور، ونقوم بكل ما يلزم، في حين صارت نساؤنا تخرج إلى العمل وإلى الشوارع والمحلات إلى أن توقف الخطف والسلب والنهب والقتل، فعادت النساء إلى بيوتهن، وخرجنا نحن إلى أعمالنا ولكن بلا شوارب وبلا أعضاء. تباً للشوارب وللأعضاء.