"... من هذا الوعي تشكلت نظرته للناس والحياة، ومنها تشكلت أسئلته، أسئلة اصطدمت بواقع اجتماعي متخلف، ومن هنا صار لكل سؤال عنده موقفا، تحول إلى مؤرخ لليومي في حياة الناس، هو جزء منها وشاهد عليها، يؤرخها دون رتوش، بقبحها وجمالها…
يكشف عن تفاصيل حياتنا في البيت والمدرسة والشارع والمصنع والمكتب وفي المستشفى، اندس بيننا فيما نحن نأكل ونحن نشرب ونحن نتعارك ونحن نلوث البيئة على شط البحر ونتقاتل بسياراتنا وأصواتنا…
صار موجودا معنا في كل مكان وفي كل وقت، كأنه ساحر يرتدي طاقية الإخفاء يرانا ولا نراه، يسمعنا ولا نسمعه، لكن ريشته تترك خطوطها على عتبات قلوبنا، تفتح عيوننا على نماذج شتى من سلوكيات تعودنا عليها زمنا طويلا حتى لم نعد قادرين على كشف عيوبها ونقائصها وفي بعض الأحيان نعجز عن رؤيتها أو الإحساس بوجودها…."
* من مقال/ يوسف الشريف: مؤرخ الناس.. محمد الزواوي
انتقل الفنان/ محمد الزواوي الى رحمة الله في الخامس من شهر يونيو 2011 ووسد ثرى طرابلس في اليوم نفسه. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك.
- المزيد حول الفنان الراحل: #محمد_الزواوي_السقيفة_الليبية