ليبيا المستقبل: انتقل إلى جوار ربه فنان الكاريكاتور حسن دهيميش، صاحب رسومات الساطور، يوم الجمعة الماضي بعد صراع مع مرض عضال الم به. ويعد الفنان حسن دهيميش من ألمع رسامي الكاريكاتور الليبيين، وعرف برسوماته الساخرة التي توجه نقدا لاذعا للأوضاع السياسية والاجتماعية في ليبيا.
لجأ الفنان حسن دهيميش، في منتصف السبعينات من القرن الماضي، إلى بريطانيا هربا من القمع والاستبداد القذافي والتحق بصفوف المعارضة الليبية. نشر الفنان رسوماته، تحت مسمى الساطور، في عدد من الوسائط الإعلامية، وعلى رأسها "ليبيا المستقبل، وضمنها نقدا لاذعا للقذافي وأسرته وأركان حكمه ولكل مظاهر الفساد والانحراف والظلم، وواصل على نفس النهج بعد ثورة فبراير.
خلال وجوده في بريطانيا اضطر للعمل في المطاعم والأعمال المختلفة، وأصر على الالتحاق بمدرسة لتعليم الكمبيوتر، إلى جانب التزاماته مع المعارضة الليبية آنذاك. ثم اقترح عليه أساتذته الالتحاق بكلية الفنون ثم ساعدوه في التسجيل بجامعة برادفون للفنون، حيث تحصل على شهادة دبلوم عالية في علوم الاتصالات ثم على الماجستير في الفنون الجميلة، قبل أن ينضم إلى هيئة التدريس.
الفنان الراحل هو نجل الشيخ محمود دهيميش عالم الدين والواعظ والخطيب والصوفي الشهير وأول مقرئ للقرآن بالإذاعة الليبية. يقول الساطور عن المؤثرات التي وجهته إلى طريق الفن في سن الطفولة، في حوار مع موقع "ؤسان" سنة 2010، "حبي للالوان يرجع لطبيعتي وبيئتي التي تربيت فيها.. الشمس،، البحر، كنت اسكن قريبا من سوق الظلام فكنت يوميا أسير من سوق الجريد الذي كان فيه محلات تبيع البهارات وشد انتباهي ألوانها المختلفة ورائحتها القوية، وكذلك ألوان الخضروات التي كانت تسقي طوال الوقت حتي لا تجف من حرارة الطقس، فتفوح منها روائح مختلفة الفلفل الكبير والمعدنوس النعناع، أتذكر كم كان الجو مفعم براوائح زكية طبيعية وكذلك الأكلات الشعبية، وكذلك سوق الظلام الذي كان غنيا بجميع انواع المفروشات والاقمشة الملونة ورائحة الجلود، فتجد نفسك في جو طبيعي فني زاخر، وأيضاً سوق الحدادة والجزارة وطعمية سي بوعشرين كانت تملأ الجو، ورائحة القهوة العربية من متجر الموهوب".
فريق ليبيا المستقبل ورئيس تحريرها يتقدمون باحر التعازي لأسرة الفقيد واقاربه واصدقائه ومحبيه. نسأل الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.
• الساطور (ارشيف 1)
• الساطور (ارشيف 2)
• موقع ؤسان في حوار مع المبدع الساطور