ليبيا المستقبل: اختارت لجنة التحكيم الأكاديمية للجمعية الأمريكية للدراسات المغاربية كتاب الدكتور علي عبد اللطيف حميده "الإبادة الجماعية في ليبيا: الشر، تاريخ استعمار مخفي" لنيل جائزة هذا العام. وتسمى الجائزة (ال كارل براون L. Carl Brown) لاهم كتاب فى العام بعد مراجعة عشرات الكتب المرشحة للكتاب الأفضل منهجيا وفكريا في إضافة معرفة جديدة عن دراسات شمال أفريقيا والبلاد المغاربية.
وهذه الجائزة العلمية الرصينة أسست في العام 2013 باسم الأستاذ الأمريكي الراحل المؤرخ (ال كارل براون L. Carl Brown) والذي قضى حياته العلمية في التدريس والتأليف في جامعة برنستون العريقة ويقول موقع الجمعية عن هذه الجائزة التالي:
"الجائزة تعطى لكتاب يعكس الإبداع المنهجي والفكري والمعرفة الجديدة الأصلية في حقل دراسات شمال أفريقيا. ويعطى الفايز او الفائزه جائزة مادية رمزية ويدعى لإلقاء كلمة مختصرة في الاجتماع السنوي للجمعية ضمن الاجتماع السنوي لجمعية دراسات الشرق الأوسط في شمال أمريكا في بداية ديسمبر 2022.
وأهم شروط الترشيح للجائزة هي أصالة وعمق البحث العلمي في حقول الإنسانيات والعلوم الاجتماعية المنشورة باللغة الانجليزية في الفترة ما بين عامي 2020 – 2022.
بعد تقديم الكتب المرشحة تقوم لجنة علمية بمراجعة عشرات الكتب ويتم اختيار الكتاب الذي يمنح الجائزة نموذج الأصالة والإبداع المنهجي والمعرفي وإضافة معرفة جديدة من البحث العلمي.
كتاب الدكتور حميده صدر في عام 2021 باللغة الانجليزية بعنوان Genocide in Libya: Shar, a Hidden Colonial History ونشرته دار Rutledge العالمية المشهورة ويوزع في جميع أنحاء العالم. وقام الدكتور زاهي المغيربي أخيرا بترجمته إلى اللغة العربية وسوف يصدر قريبا الشهر القادم عن مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة.
هذا الكتاب يحقق في تاريخ جريمه المعتقلات الفاشية الإيطالية ويربطها بأدبيات الإبادة والمعرفة الإنسانية والاجتماعية في الدراسات العربية والإفريقية والغربية والجدل المعاصر حول التاريخ والذاكرة والنسيان ونقد المعرفه الرسمية الاستعمارية عن هذه الجريمة الجماعية المخفية والمنسية حتى الآن. واستغرق التحقيق والبحث في هذا التاريخ الاجتماعي العنيف أكثر من عقد ونصف في الأرشيفات الإيطالية والبريطانية والأمريكية والتونسية والمصريه ناهيك عن المقابلات الشفاهية والدراسة الميدانية لمواقع المعتقلات والمقابر والجبابين. والكتاب يفك رموز وألغاز هذه المرحلة الصعبة والمركبة ولكن لا يقدمها فقط للقارئ الليبي والعربي ولكن للعالم الأوسع ولهذا يترجم الكتاب الآن للبرتغالية والإيطالية.
هذه هي الجائزة الرابعة للدكتور حميده بعد نيله جائزة أفضل بحث من قبل مجلة Merip عام 1993 وجائزة kenneally عام 2005 للتميز في التدريس والخدمة الأكاديمية من قبل جامعة نيو إنجلند وبعدها جائزة كرسي Ludcke للآداب والعلوم لعام 2011 – 2015 وهو ثالث أستاذ ينال الجائزة من جامعة نيو إنجلند للتميز العلمي والإنجاز المعرفي“.