هذه موجةٌ عالية.. شعور الاختناق يتفاقم.. وأكاد أتوقف عن كتابة هذه المحاولة، (القبض) على ما أُسمّيه سيرة أدبية ولأعترف أني وضعت نهاية لها، أي آخر ما سأرصده وأوثقه…
ولأني منزعجة ومنفعلة وغاضبة أو هادئة جدا ومتفائلة (رغم الخراب والوجع والغياب والفقد.. أكتب هذه الحلقة على جهازي الكمبيوتر في يوم 29 رمضان 1442 هجري الموافق 11 مايو 2021م.. وقربي أوراق وكراسات ورسائل ودعوات رسمية. وأيضا هذه (دعوة حضور) من مجلس الثقافة العام (لقاء الشعر النسائي العربي)، والشاعرات:
- الخير الباروني
- بشرى الهوني
- تهاني دربي
- حليمة العايب
- حنان محفوظ
- حواء القمودي
- سميرة البوزيدي
- عائشة المغربي
- عفاف عبد المحسن
- مبروكة بن قارح
- مريم سلامة
- نيفين الهوني
والنشاط هو ورقات نقدية وأمسية شعرية.. والتاريخ هو 8/1/2011، والمكان مسرح المعهد العالي لتقنيات الفنون بمدينة طرابلس، والورقات النقدية بمشاركة: أسماء الطرابلسي، نادرة العويتي، جميل حمادة، زينب شاهين، سالمة المدني، انتصار أبو راوي. أمّا من أدار هذا اللقاء -لقاء الشعر- فهو الأستاذ الأديب: أمين مازن.
وما أدراك من: خليفة الفاخري…
إذا تتواصل حكايتي الأدبية، وتجربتي الصحافية مع (مجلة البيت)، ولأن ذكراه (أقصد المبدع خليفة الفاخري) قد أكملت عشرين عاماً فقد تبارت الصفحات والأصدقاء بالحديث عنّه، هكذا هطلت الذكرى على قلبي، لقد أحببت الفاخري الإنسان من خلال حديث (أمينة التحرير/ سالمة المدني)، ولكن الفاخري الكاتب التقيت به من خلال إصدارات اشتريتها من مكتبة (عمي رجب الوحيشي)، كتابة تفيض باللمسة الإنسانية وحرارة التناول للحدث، ولكن (مهرجان الأسطى عمر/ خمسونية الأسطى عمر) ومجلة البيت كعادتها مهوى الأفئدة لأن بين جنباتها (يوسف الشريف ومنصور بوشناف) وهكذا سألتقى مجددا بالأستاذ ادريس المسماري رفقة الأستاذ رضا بن موسى، كان ادريس مفعما حبورا وهو يوزع بطاقات الدعوة للمهرجان، ويتأكد أن صاحب وصاحبة الدعوة سيأتيان مدينة درنة، وأعلنت أني لظروف لا أستطيع الذهاب ولكن حديثا عن الشاعر الكبير/ إبراهيم الأسطى عمر وقصيدته:
قيل صمتا قلت لست بميت
إنَّما الصمت ميزةٌ للجماد
جعلت من ادريس طفلا يُغَرِدُ بهجةً، فكتب اسمي على بطاقة الدعوة لتكون ذكرى (وهاهي الدعوة قد ظلت تحكي استثنائية ذاك اللقاء)، وكان مهرجانا كبيراً وعادت (أمينة التحرير وفريق المجلة الذي صاحبها مدير التحرير/ محمد الرحومي والمنفذ الفني وتاليا المخرج نادر السباعي والمبدعة جنينة السوكني)، وهكذا عرفت تفاصيل المهرجان والأجمل هذا الاقتراب من مبدع هو خليفة الفاخري وصديقه/ محمد عقيلة العمامي، كان الحدث في شهر مارس تحديدا في منتصفه، ولا أتذكر هل تواصلنا مع المبدع/ خليفة الفاخري والمبدع محمد عقيلة العمامي، ولكن اسميهما وكل تفاصيل المهرجان والأصدقاء والصديقات ظلَّ حديثا لا ينضب، حتى جاء ذلك الخبر الصاعقة: رحل خليفة الفاخري، فأيُّ حزن تفجر وأي نهر من الدمع فاض وظل يفيض تقاسمته مع (سالمة المدني) حزنا حارقا في القلب على مبدع ضحكته تواري ذاك الحزن النبيل الذي فتك بمبدعينا الحقيقيين، وليكون ملف مجلة (البيت) لشهر (يوليو 2001) عن هذا الذي المبدع والمثقف، ومثلما يحدث لنا (ويظل وظلّ) فلا نقول الكلام الجميل ولا نفيض بمشاعرنا إلاَّ إذا رحل الأصدقاء المبدعون، وهاهي الذكرى العشرون لوفاة المبدع تعبر خلال هذا الشهر، شهر يونيو 2021م، وبعد أقل من شهر ستتوالى الذكرى، كان عام 2001م قاسيا وهو يفجعنا بمغادرة مبدعينا (سليمان كشلاف ثم جيلاني طريبشان)، ولتكون أعداد من مجلة (البيت) وملفاتها المتميزة عنهم، هؤلاء الراحلين الذين ترجلَوا وتركوا غصة في الروح.