ليبيا المستقبل - (أصوات مغاربية): أظهرت مقاطع مصورة من ليبيا طوابير طويلة لمهاجرين غير نظاميين بعد أن داهمت قوات تابعة للجيش الوطني مقراتهم في بلدة قرب الحدود المصرية يومي الأربعاء والخميس أسفرت عن توقيف المئات منهم واحتجاز الأطنان من المواد الممنوعة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوة أمنية مشتركة بمنطقة امساعد الحدودية بدأت في إعادة المئات من المهاجرين غير النظاميين المصريين لبلادهم عبر المنفذ الحدودي مع مصر، أن العمل جار على ترحيل المزيد ممن تم "تحريرهم" من قبضة مهربي البشر خلال الحملة الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وعبر متابعون عن صدمتهم بعد نشر مقاطع فيديو لأعداد كبيرة من المهاجرين وسط تساؤلات عن أماكن تواجد تلك الأعداد الغفيرة، فيما أعلن وكيل وزارة الداخلية في شرق البلاد، فرح اقعيم، عن الشروع في حملة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب الممنوعات انطلاقاً من امساعد. وأظهرت مقاطع فيديو متعددة مشاهد عبور مئات المهاجرين للنقطة الحدودية بين ليبيا ومصر سيراً على الأقدام أو محمولين في شاحنات كبيرة وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية التي تشرف على عمليات الخروج.
أكثر من أهل البلد
ووسط دهشة كبيرة تفاعل مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي مع الصور والأخبار الواردة من أمساعد، حيث عبر كثيرون عن قلقهم من مدى تفشي ظاهرة تهريب البشر في شرق ليبيا لتصل الأعداد إلى هذا الحجم.
وتساءل آخرون عما إذا كان هناك المزيد من المهاجرين في مناطق أخرى قريبة، فيما تندر البعض بالقول إن الأعداد الظاهرة في مقاطع الفيديو "أكثر من الليبيين أنفسهم". وبالإضافة إلى مداهمة أماكن تجميع المهاجرين في امساعد، أعلن فرح اقعيم عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات والمواد الممنوعة في البلدة الحدودية التي تنتشر فيها جماعات التهريب على جانبي الحدود مع مصر.
وأظهرت بعض الصور الجهات المختصة وهي تقوم بإحراق أطنان من مخدر الحشيش والممنوعات التي تم ضبطها في بلدة امساعد خلال الحملة التي ما تزال مستمرة بحسب السلطات المحلية. وتعرضت القوة الأمنية المشتركة لعمليات إطلاق نار أثناء مداهمة المخابئ المخصصة لتهريب البشر، بحسب مقاطع مصورة انتشرت على الإنترنت.
توتر أمني في امساعد
والخميس تم إرسال قوة كبيرة إلى امساعد عقب توترات حدثت في البلدة الحدودية بسبب أنشطة التهريب نجمت عن مقتل طفل أثناء ما بدا أنها عملية مطاردة قامت بها قوات "حرس الحدود" لبعض المهربين. وعلى إثر الحادثة هجم سكان محليون على قوات "حرس الحدود" التابعة للجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر ويبسط سيطرته على شرق البلاد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاشتباكات أسفرت عن حرق عدد من الآليات العسكرية التابعة لحرس الحدود، مشيرة إلى توجه قوة أمنية من مختلف الوحدات العسكرية في مدينة طبرق القريبة إلى امساعد للسيطرة على الوضع. ونقل تلفزيون المسار الليبي، اليوم الجمعة، عن مصدر عسكري ليبي أن الجيش يعتزم استخدام الطيران المسير لمراقبة الحدود الشرقية في منطقة امساعد خلال الفترة الليلية.
وبالتزامن مع الحملة التي تقوم بها السلطات في شرق البلاد، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس قبل أيام عن انطلاق حملة مشابهة في غرب البلاد شنت بموجبها غارات بالطيران المسير على مواقع لتهريب البشر والوقود في الساحل الغربي الممتد من طرابلس حتى الحدود الليبية التونسية.
ومنذ العام الماضي أشارت تقارير دولية ومحلية إلى تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية المنطلقة من سواحل شرق البلاد وإلى أن أغلب المهاجرين يحملون الجنسيات المصرية والسورية والسودانية إضافة إلى جنسيات أخرى من بينها البنغالية.
وفي مارس الماضي أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أن نحو 100 ألف مهاجر غادروا ليبيا وصلوا إلى إيطاليا خلال عام 2022، أكثر من 30 ألفا منهم انطلقو من إقليم طرابلس (غرب البلاد) وللمرة الأولى حوالي 18 ألفا من برقة (شرق ليبيا). وتعيش ليبيا انقساماً سياسياً وفوضى أمنية منذ 2011 ساهمت في انتشار عمليات التهريب والهجرة غير النظامية على نطاق واسع و عبر كل المناطق الحدودية للبلاد غرباً وشرقاً وجنوباً.