أهم الأخبار

ابن خلدون قامة عربية أخرى يحتفي بها أبوظبي للكتاب

ليبيا المستقبل | 2023/05/25 على الساعة 20:03

ليبيا المستقبل (العرب اللندنية): يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب كل عام بكوكبة من القامات العربية والعالمية التي صنعت التاريخ وغيرت المشهد الثقافي. وضمت قائمة الشخصيات المحورية التي اختارها المعرض عبر السنوات الماضية عميد الأدب العربي طه حسين والشاعر أبوالطيب المتنبي والشاعرة الإماراتية عوشة السويدي “فتاة العرب”، والفيلسوف محيي الدين بن عربي، والفيلسوف ابن رشد، والأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته.

وأكد عدد من الأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب في تصريحات لهم أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يحتفي بالقامات الأدبية والثقافية المرموقة كنماذج مشرقة لها أثر مهم في الثقافتين العربية والعالمية والحضارة الإنسانية وترسخ الثقافة للأجيال القادمة.

وقال الأكاديمي غسان حسن عضو لجنة التحكيم مسابقة شاعر المليون إن “المعرض ينظم في دورته هذا العام فعاليات للجمهور من أجيال المستقبل للتعريف بمؤسس علم الاجتماع الحديث ابن خلدون كشخصية محورية للمعرض، حيث تم تسليط الضوء على العلوم التي ابتكرها أهمها علم الاجتماع وتاريخه ومقدمته المشهورة”.

وذكر أن مقدمة ابن خلدون بما فيها من العلوم مختلفة عما في الكتاب، فمن هذه المقدمة نشأ علم الاجتماع وليس من الكتاب، فضلا عن أن هذه المقدمة هي الوحيدة التي احتوت على أشعار نبطية تعود إلى القرون العربية الأولى في أول انطلاقها حيث كان فيها 11 نصا نبطيا مطابقا للشعر النبطي الموجود حاليا في وقتنا الحاضر على ألسنة شعراء البادية. داعيا إلى أن جعل مقدمة ابن خلدون أساسا لعلوم الشعر النبطي.

وقال إن معرض أبوظبي للكتاب يعد من المعارض الثقافية الرائدة على مستوى العالم ويتيح المجال كل عام للتفاعل بين المثقفين والجمهور والكتاب ما يعزز المعرفة ويرسخ ثقافة القراءة، مشيرا إلى أن لقاء الجماهير مع الرموز الثقافية الأدبية التي تشارك في المعرض بشكل حضوري يجسد المعرفة ويقرب بين المفكر والمتلقي ويخلق جوا حواريا فكريا مشوقا لمواصلة الاهتمام بالثقافة، ويصبح الكتاب جزءا من حياة الناس والأفراد.

من جهته أشاد الكاتب والروائي ناصر الظاهري باهتمام معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالقامات العربية، إذ يفرد ضمن فعالياته هذا العام جناحا خاصا للاحتفاء بأحد الأعلام الأدبية ضمن أروقته تقديرا لدوره الرائد في ميدان الأدب العربي والعالمي، لافتا إلى أن المعرض يسلط الضوء على هذه القامات من جديد ويعيد قراءتها وتصديرها ليعرضها ويعرف بها الجيل الجديد كنماذج مشرقة ليس فقط للتاريخ بل للمستقبل.

وأضاف أنه في الدورة السابقة كانت الشخصية المحورية هي طه حسين الذي يعد أحد رواد التنوير في التاريخ العربي واسما مؤثرا بقوة في تاريخ الفكر. ولفت إلى أن المعرض هذا العام يحتفي بإنجازات الفيلسوف العربي ابن خلدون، وهو أيضا من الذين نهضوا بالمجتمع العربي وأحد أهم العقول التي أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية وقدم حلولا اجتماعية لقيام الدولة المدنية.

وأكد أن المعرض مظلة لكل كاتب يبحث عن المعرفة والجديد وكل ما هو جديد للقراءة والثقافة، مشيرا إلى أن المعرض يعد منبرا لتلاقي كوكبة من الكتاب والأدباء والناشرين من مختلف أنحاء العالم العربي لتبادل الخبرات والثقافات والمعارف.

ويستضيف معرض أبوظبي للكتاب عددا من الفعاليات التي تناقش أعمال وتراث ابن خلدون مثل “ابن خلدون بعيون الروائي” يتحدث فيها الروائي الفرنسي جيلبير سينويه، والباحثة نادية الشيخ نائبة العميد في جامعة نيويورك أبوظبي للشؤون الثقافية والبحثية، و”ابن خلدون وقفة مع رؤاه في الفلسفة والأدب”، يتحدث فيها الأكاديمي عبدالله الغذامي أستاذ النقد شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2022، والأكاديمي رضوان السيد عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والفيلسوف والمفكر أحمد برقاوي، والأكاديمي محمد أبوالفضل بدران الأستاذ الجامعي والشاعر والناقد.

كما يقدم فعالية “أثر ابن خلدون في الفكر العالمي” ويتحدث فيها البروفيسور فلوريال سانا غستين أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة لوميير – ليون، والأكاديمي ذكر الرحمن رئيس مركز الدراسات الإسلامية – نيودلهي، والباحث هيثم الحاج علي أستاذ النقد الأدبي الحديث، والمترجم شتيفان فايندر، علاوة على فعالية “ابن خلدون المقدمة والتاريخ” يتحدث فيها الأكاديميان إبراهيم شبوح محقق مقدمة ابن خلدون، وخليل الشيخ مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية بمركز أبوظبي للغة العربية، والباحث والكاتب رشيد الخيون.

وقال المهندس رامز صقر المتحدث باسم “جناح ابن خلدون”، إن الجناح مصمم على شكل ثلاث غرف تمثل ثلاث حقب زمنية من حياة ابن خلدون. وأوضح أن عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي الذي ولد في تونس عام 1332 ميلادية/732 هجرية يعتبر واحدا من أهم العقول التي أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية وارتبط اسمه بمؤلف “المقدمة” حيث تجلت ريادته في علم الاجتماع وأسبقيته في وضع الأسس العلمية لدراسة التاريخ فضلا عن مقارباته العميقة لحركة التاريخ ومساره وكل ما هو متصل بالسياسة والعمران والاقتصاد.

وأشار صقر إلى أن ابن خلدون غادر مسقط رأسه تونس وهو في العشرين من عمره، ولم يعد إليها إلا بعد 26 عاما تنقل فيها بين مختلف مدن المغرب الأدنى والأقصى والأندلس، ولم يمكث فيها بعد هذه العودة إلا أربعة أعوام انتقل بعدها إلى مصر وبقي فيها قاضيا ومعلما إلى حين وفاته عام 1406 ميلادية/808 هجرية.

العرب اللندنية، 25/05/2023

لا تعليقات على هذا الموضوع
آخر الأخبار
إستفتاء
ما التقييم الذي تسنده لـ"السقيفة الليبية" (بوابة ليبيا المستقبل الثقافية)
جيد جدا
جيد
متوسط
دون المتوسط
ضعيف
كود التحقق :
+
إعادة
لمتابعة ليبيا المستقبل