ليبيا المستقبل: توالت ردود الفعل حول الضربات الجوة التي شنتها الولايات المتحدة الأمركية على معاقل تنظيم الدولة في مدينة سرت والتي جاءت بعد طلب حكومة الوفاق مساعدة التحالف الدولي لليبيا في حربها ضد التنظيم، وانقسمت الآراء بين مؤيد للضربات كونها تساعد الدولة الليبية في بسط نفوذها وسيادتها على كافة الأراضي الليبية وطرد التنظيمات الارهابية ومحاصرتها، وبين رافض للضربات ومعتبرا اياها تدخلا أجنبيا ينتهك سيادة الدولة الليبية. حول هذا الموضوع وتداعياته، ليبيا المستقبل حاورت السيد ابوالقاسم قزيط (عضو الحوار السياسي الليبي وعضو المجلس الأعلي للدولة عن مدينة مصراتة):
- الغارات الامريكية علي معاقل “داعش” في سرت… في رأيك ماهي تداعياتها وهل المجلس الرئاسي كان محقا في طلب التدخل الخارجي؟
• الغارات الأمريكية على سرت هي كانت يطلب من غرفة عمليات البنيان المرصوص من أجل الجسم السريع لمعركة وصلت الان إلى 3 شهور ومن أجل التقليل من الخسائر في الأرواح، المجلس الرئاسي استجاب لدلك وطلب من الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأكثر قظرة والأكثر جاهزية على تنفيد هده المهمة. اعتقد ان المجلس الرئاسي كان من الواجب ان يتشاور مع البرلمان ومجلس الدولة قبل طلب هذه المساعدة، لكن نحن في مجلس الدولة وان كنا نتحفظ على عدم مشورتنا في ذلك الأمر المهم. أننا نرى بحسن نية الأمر مادام الأمر يحقق مصلحة للوطن وهي دحر الإرهاب الأسود.
معركة داعش في سرت كان يجب ان تكون بعد أن أعلن التنظيم عن نفسة في فبراير 2015 لكن تواطؤ المؤتمر الوطني العام، وتخادل وعمي بصيرة حكومة الغويل، ومواقف دار الالفتاء المريبة التي كانت ترى ان الحرب الواجبة هي في ورشفانة او زنتان!!!!!!!! ورغم مطالبتنا ان تتحول عملية الشروق في حينها لتأمين سرت، لكن رئاسة المؤتمر الفاسدة رفضت ذلك، وسلمت سرت لقمة سائغة لداعش.
- مقارنة بما يجري في سرت... كيف تري المشهد في بنغازي والمنطقة الشرقية عموما؟
• نحن في الحوار السياسي الليبي شكلنا لجنة للتواصل مع البرلمان لمحاولة جسر الهوة وتدليل الصعوبات التي تعترض الاتفاق. انا ساكون من ضمن هذه اللجنة وتواصلنا مع اخوتنا في البرلمان ورحبوا بذلك بما فيهم السيد المستشار عقيلة صالح شخصيا. سنكون في طبرق بعون الله الاثنين القادم في مدينة السلام طبرق الاستماع للسيد الرئيس عقيلة، واتفقنا أيضا على لقاء نائب رئيس المجلس الرئاسي الأستاذ على القطراني، وستكون لنا فرصة الالتقاء بكتلة السيادة الوطنية، ونحن متفائلون ونعتقد أن الظروف نضجت من أجل لم الشمل وبلسمة الجراح.
لاشك ان منطقة برقة عانت كثيرا من الجماعات الإرهابية، في بنغازي من يقاتلون الجيش هم خليط من داعش وأنصار الشريعة وثوار سابقين اخطؤ الخيارات، كدلك تيارات إسلامية أخرى منها الإخوان المسلمين، مما لاشك فيه ان بعض هده الجماعات هي إرهابية وارتكبت فضايع في بنغازي، بالمقابل رغم ماخدنا الكثيرة على تنظيم الإخوان والمتعاطفين معة، لكن وضعهم في سلة واحدة مع داعش وأنصار الشريعة ثاثرا بالحالة المصرية لا اعتقد انة يخدم السلم الأهلي. في سرت الأمر مختلف قليلا وهو ان من يسيطر على المدينة هو تنظيم داعش وهو أحدث جيل من الإرهاب المعولم، هو على رأس قائمة التنظيمات الإرهابية في العام، هدا ما سهل حدوث إجماع وطني واسع ضد تنظيم الدولة في سرت وكذلك إجماع دولي. يجب ان نعترف أننا في غرب البلاد لم نكن نملك صورة واضحة عما يحدث في بنغازي، ونحن لم نبدل جهدا حقيقيا لمحاولة الفهم، وبعض أهلنا في بنغازي لم يترفقوا بنا حتى تصل الصورة كما هي.
- هل تري بصيص أمل... وانفراج قريب للازمة الليبية؟
• انا بطبيعتي متفائل، وفي زيارتي الأخيرة لتونس التقيت كل أطراف الأزمة الليبية، ما يجعلني ارى ضوءا في نهاية النفق هو ان جميع الأطراف الليبية أصبح يشعر ان الوضع أصبح بالغ التعقيد، وان معاناة المواطن بلغت مداها، احساس الفاعلين السياسيين بعمق الأزمة جعل الجميع يسعى بصدق عن حلول، لست متأكد بأننا في الأمتار الأخيرة، لكن متفائل بأننا قريبون من عبور الأزمة. لكن ما حصل في السنوات الماضية مؤلم وفضيع على المستوى الإنساني وهو بحاجة إلى سنوات حتى نتجواز حالة الخصام السياسي. في تقديرى ان حالة الاحتراب المسلح كما حدث عام 2014 على وشك الانتهاء أو التقلص إلى حدود غير خطرة، أما حالة الخصام السياسى فستبقى حادة لبضع سنين، دورنا كنخب سياسية أن نمنع ان يتحول الاحتراب السياسي إلى احتراب مسلح كمرحلة أولى واعتقد اننا على وشك النجاح في ذلك. المرحلة الثانية هي ترقيع نسيجنا الاجتماعي الذي مزقته الحرب الاهلية، وإعادة اللحمة الوطنية، وإعادة بناء السلم الأهلي، وهي حالة تحتاج لوقت وحكمة سياسية، وإعلام متزن.