(يستعملون الكذب ونستعمل التاريخ)
فجأة… قرعت الطبول وترددت الاصداء فى كل مكان وطغا الصخب كالعاده وارتفع المد على الضفاف ونهض فى المنطقه من يستطيعون تغيير جلودهم على نحو طارئ وصدعوا رؤوسنا ونحن صواما. وحاولوا ان يضحكوا علينا وشرعوا فى لعن قطر.
هكذا فجأة اخذوا فى نشر عيوبها وتحليل مواقفها ويصفونها بأنها سبب مصائبنا واْحزاننا . لقد فعلوا ذلك تقليدا لغيرهم اْو للفت النظر اليهم بعد اْن سحب الغطاء من تحت قطر وكشف عنها الغطاء وتعرت تلك الامارة اْمام العالم وتم مسح كل شى فيها.
لقد نسى اْولئك اْن هذا كله كان متوقعا منذ بداية اللعبة التى كانت اْكبر منها وحاولت تجاوز رمالها القاحلة لما وراء حقول الغاز ومراتع ابلها وصقورها وتاريخها القصير فيما ظلت بتوجيهات وتعليمات تتطاول على الجميع لامر كان معدا ونسوا وقت ارتفاع المد وفى زحمة تحاليلهم الفجه اْن دور الدوحه انتهى ومعه انتهى الدرس واْغلق الفصل.
وهذا كله كان متوقعا اْن ينكشف حال قطر التى تغنوا بها كثيرا بعد اْن اْحضر ترامب القوائم وقدمها فى القمة المعروفة لكن الذى لم يكن متوقعا على امتداد المنطقة هو اْنطلاق هذا الطوفان الجارف من المقالات والمقابلات والتحاليل الجوفاء من اْفواه كانت صامته الى درجة البكم على اْعمال قطر خاصة فى بلادنا منذ فبراير كانت تتغزل غزلا فاضحا فى عيون الدوحه طال عمرك وتلهث وراء شيوخها وشيخاتها اْيضا.
لقد نسى هؤلاء وغيرهم اْنهم جزء من الكارثة ومن المشكلة التى نعانى منها منذ زمن عندما جعلونا اْسارى دولة صغيرة فى حجم راحة اليد حاولت فى البداية ان تتستر وراء مساعدتنا فى تلك الايام مثلما فعلت دول اْخرى لكنها تطاولت وتجاوزت الى ماهو اْبعد من حقول الغاز وشواطى اللؤلؤ وفقا لخطة معلومة ومدروسة مرت ولم تسترع انتباه اْحد.
نست النخب وغير النخب واْدعياء النضال والقوادين لهاثهم خلف قناة الجزيرة التى كانوا يعتبرونها فى منتهى المصداقية والدقة الاعلامية والحداثة والتطور وانبهروا بها ثم صاروا يلعنونها ويتهمونها بالتحريض وسرقة ربيعنا القاحل.
نسوا ان كبيرهم خاطب القناة برسالة تضمنت اْسماء معينة بضرورة قصر اجراء المقابلات والحوارات معها دون غيرها وانهمرت التحاليل الفارغه من فوق سطح المحكمه وفندق اوزو وعبر اختلاط الامور فى فندق تيبستى والالتصاق المخزى بالمخبرين واشباه الاعلاميين وانصاف المتعلمين فيما ظلت ليبيا بعيدة عن عيون ابنائها الذين حلموا ووجدوا اْنفسهم يراوحون فى نقطة الصفر لقد صارت بلادهم قطرة فى رمال قطر المتحركه ولعل البعض انزلق بحسن نيه لكن فى المجمل فى زحمة السوق وحمى اللهاث لم تعط الفرصة لابناء ليبيا لكى يشاركوا ويقدموا الحلول دون السباحه نحو تلك الرمال والغوص فيها لم ينصتوا لصرخاتهم وتنبيهاتهم المتكررة لم يضعوا الرؤى والمشاريع لمستقبل اْطفالنا لقد اشترت قطر اْصحاب عديمى الضمير والوطنية وخونة ليبيا وكان المخطط واضحا واللعب ايضا على المكشوف ولم تستطع الدوحه نجاحا عبر ذلك الا من خلال هؤلاء الادعياء والمرضى والقوادين وذوى العاهات السياسية.
لماذا يلعنون الدوحه الان لماذا يكشفون عورتهم وعورتها والموقف السليم الذى يقبله العقل السليم والمنطق هو ان يكونوا فى العكس تماما ان يكونوا فى موقف الدفاع عنها ودحض الشبهات ورد مايقال عنها فى هذه الايام ان يناضلوا عن مناخات الابل واكام الصقور وحبات اللؤلؤ وحقول الغاز واْغانى على عبدالستار اْحبه ياناس احبه وعن الامير الوالد وابنه عن العيل وابوه وامه.
لماذا يلعنون الدوحه ويجعلون منها دوخه بعد اراد العالم للعبة ان تنتهى ويحاولون الضحك علينا فى ايام الصيام ثم العيد ومابعده لماذا يلعنون الدوحه بعد ان جففت الخزائن وطويت الصحف وهم يعلمون منذ البداية مواقفها فى محاولاتها تشويه تاريخنا وطمسه وتورطها فى اغتيال رجالنا.
لماذا يلعنون الدوحه الان فقط وهم يعلمون بطريقة او باخرى دورها فى ايصال كواتم الصوت وارسال غلمانها من الليبيين لاستلام الذخائر والاسلحه وافتكاكها تلك الايام من دفاع المكتب التنفيذى دون خجل او حياء ذلك المكتب الذى كان يدير اعماله هناك فى الدوحه على شاطى الخليج بعيدا عن ليبيا وظروفها.
لماذا يلعنون الدوحه الان ولم يعلنوا عن مواقفهم فى الحين لكنهم كالعاده مثل السروال الواسع الذى تلبسه كل مؤخرة لماذا الدوحه وقد ساروا فى مواكب حافله اليها وقبضوا الاموال والعطايا والساعات الثمينه من طوال العمر.
لماذا يلعنون الدوحه وهم يعرفون دورها المشبوه فى سرقة ارشيف الدولة خاصة مايتعلق بالامن والمعلومات لتضحى البلاد مكشوفة الظهر واستطاعت قطر ان تخترق بواسطة تلك المواد بلادنا وبلدان اخرى مجاورة وبعيدة. اذكر ناشطة وطنية صادقه وردها تلك الايام اتصال من الدوحه اخبرت فيه بان ملفها الامنى ايام القذافى فى احدى المربعات الامنية فى بنغازى موجود الان فى الدوحه.
لماذا يلعنون الدوحه وقد شاهدوا عساكرها الملتحين يرفعون علم قطرهم فى طرابلس تلك العشيه وتدخلهم فى كثير من الامور واستعمالهم للكثير من الفروخ والصبيان لماذا لم ينبهوننا تلك الساعات والايام.
لماذا يلعنون الدوحه الان. وقد شقت صفوفنا وانحازت الى اْطراف دون اْطراف وناصبت العداء لليبيين ونافقتهم فى ذات الوقت ووضعت الاحجار والركام الثقيل عندما حاول الليبيون فى ساعات مبكرة من ميلادهم الجديد انجاز حوار فى روما كان يتعلق بوضع اْسس للمصالحة ورؤية للانتشار الخاطى للسلاح والوضع الاقتصادى والنقط وكل شى فهبت الدوحه وحركت اْطفالها فى ليبيا واْفشلوا المحاولة ورموها بشتى النعوت وكل اْنواع البصاق والتهم ليس اقلها بانها من افكار القذافى وان من سيحضر رجاله ومعاونيه
لقد توقفت مكنة الضخ وتعرى كل شى… وثمة ماهو مخفى سيظهر عندما يختفى السراب فى تلك الصحراء المجدبه وتخفت اصوات الطبول.. ستظهر ذات يوم الادله والاسانيد والمواقف والقوائم وسيبقى الشرفاء ابناء ليبيا فوق كل الاقزام والقوادين.